تفاصيل وخفايا 72 ساعة من دبلوماسية “جاوش أوغلو” لإتمام اتفاق حلب

شهدت الساعات الـ72 الماضية، اتصالات هاتفية مكثفة أجراها وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو مع نظرائه في إيران والولايات المتحدة وروسيا وقطر والسعودية، وأثمرت عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في شرقي مدينة حلب، شمالي سوريا، وإجلاء المدنيين المحاصرين هناك.

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها “الأناضول” من مصادر دبلوماسية تركية، اتصل جاوش أوغلو هاتفيا، أول أمس الثلاثاء، مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والقطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والروسي سيرغي لافروف.

وفي الاتصال الهاتفي مع لافروف، بحث الوزيران التطورات في سوريا وعلى رأسها الوضع في حلب، وأكد جاوش أوغلو ضرورة السماح بإجلاء المدنيين بشكل آمن وفوري.

وفي الاتصال مع آل ثان، تناول الوزيران المسائل الإقليمية وعلى رأسها الوضع في حلب.

أيضا، أكد جاوش أوغلو والجبير، خلال اتصالهما الهاتفي، ضرورة وقف الهجمات على حلب، والبدء بإجلاء المدنيين بشكل فوري، كما اتفقا على ضرورة بذل الجهد من أجل فتح الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانيةّ إلى المدينة، واستمرار الجهود المشتركة بين البلدين في هذا الإطار.

وبعد تلك المكالمات الهاتفية بعدة ساعات، وفي الليلة قبل الماضية، توصلت مجموعات المعارضة المسلحة في شرقي حلب والمليشيات الشيعية التابعة لإيران وقوات النظام، إلى وقف إطلاق نار بوساطة تركية، يتم خلاله في المرحلة الأولى، نقل المدنيين من المناطق المحاصرة في حلب إلى غربي إدلب الواقع تحت سيطرة المعارضة.

إلا أن الأمور لم تسر بالشكل المتفق عليه؛ حيث صرح جاوش أوغلو، أمس الأربعاء، بأن قوات النظام وداعميه عاقوا عملية الإجلاء التي كانت قد بدأت صباحا، وتم إطلاق النار باتجاه المدنيين الخارجين من شرقي حلب؛ وهو ما أدى إلى عودة الحافلات التي كانت تقلهم.

تبع ذلك تكثيف جاوش أوغلو جهوده واتصالاته الدبلوماسية؛ حيث أجرى اتصالا هاتفيا مع رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، أكد خلاله استمرار تركيا في جهودها المكثفة من أجل إجلاء المدنيين من حلب ووقف إطلاق النار، وبدوره قدم حجاب الشكر على الجهود التي تقوم بها تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان.

أيضاً، أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وجاوش أوغلو اتصالا هاتفيا، أمس، بحثا فيه التطورات في سوريا خاصة في حلب، والجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي، وشدد وزير الخارجية التركي بشكل خاص على أهمية إجلاء المدنيين من حلب، ولفت النظر إلى انتهاك النظام السوري وداعميه لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الثلاثاء، مؤكدا أن تركيا ستستمر في جهودها واتصالاتها من أجل إجلاء المدنيين.

كما أجرى جاوش أوغلو اتصالين هاتفيين مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لبحث الوضع في حلب.
وفي لقاء تلفزيوني مساء أمس، قال جاوش أوغلو إنه سيستمر في جهوده من أجل بدء مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار في عموم سوريا وحل سياسي للأزمة، معلنا أن اجتماعا ثلاثيا سيجرى في هذا الإطار بين تركيا وروسيا وإيران، في موسكو يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وفي وقت لاحق الثلاثاء أجرى أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا، أكدا فيه ضرورة التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الجزئي، والحيلولة دون انتهاكه، وقال أردوغان إن تركيا مستعدة بعد فتح الممرات الآمنة، لاتخاذ جميع الإجراءات المتعلقة بالإيواء المؤقت والمساعدات الإنسانية لمن سيتم إجلاؤهم.

وتعرضت أول قافلة إجلاء لإطلاق نار صباح اليوم ما أدى إلى توقف العملية، ومن ثم أجرى جاوش أوغلو اتصالين هاتفين مع نظيره الإيراني ظريف، لبحث استئناف العملية.

وفي وقت لاحق، عاودت القافلة، التي تضم 20 حافلة، الخروج، وتمكنت بالفعل من الوصول إلى الريف الغربي لحلب، وعلى متنها المئات من المرضى والجرحى.

وأوضحت مصادر في المعارضة المسلحة للأناضول أن حافلات أخرى ستصل تباعاً إلى الريف الغربي لحلب، مؤكدين خروج نحو ألفٍ ومئة مدني اليوم من الأحياء المحاصرة من قبل قوات النظام المدعومة من روسيا ومليشيات إيرانية مسلحة.

Exit mobile version