تصدّر متحف “مولانا” جلال الدين الرومي” في ولاية قونيا وسط البلاد، قائمة متاحف تركيا في مجال استقطاب الزوار من داخل وخارج البلاد، منذ مطلع العام الحالي حتى نهاية شهر أكتوبر /تشرين الأول، متقدما على متحفي “طوب قابي” و”آيا صوفيا” الشهيرين في إسطنبول.
وبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة السياحة والثقافة التركية بلغ عدد زوار متحف “مولانا” للمتصوف الإسلامي جلال الدين الرومي، خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام، مليونين و99 ألفا و537 زائرا، بينما زار متحف “طوب قابي” في مدينة إسطنبول مليونا و284 ألفا و677 شخصا، ويأتي متحف “آيا صوفيا” في إسطنبول أيضا، في المرتبة الثالثة، بـمليون و260 ألفا و337 ألف زائر.
وبلغ عدد زوار المتاحف التابعة لوزارة السياحة والثقافة في عموم تركيا، أربعة ملايين و877 ألفا و474 زائرا منذ بداية العام حتى نهاية شهر أكتوبر.
ومبنى المتحف يعود للحقبة السلجوقية، بناه المعماري “بحر الدين تبريزلي”، من أجل دفن المتصوف الإسلامي جلال الدین الرومي المعروف باسم مولانا، الذي توفي عام 1273 ميلادي.
وأعلن عن افتتاح البناء، الذي يضم رفاة الرومي، كمتحف للزوار، في 2 آذار/ مارس 1927 وسُمي بـ”متحف مولانا” وتكتسي القبة الرئيسية للبناء بالقرميد الأخضر، ومزخرفة بخزف فيروزي، ترتكز على أربع أعمدة، وفي عام 1854 تمّت توسعته وإضافة مبان جديدة للمبنى القديم.
وتحت القبة يرقد الرومي، ويغطى القبر بقماش ذهبي، وخلف قبر جلال الدين الرومي غرفة كبيرة توجد فيها معروضات من التحف التاريخية المولوية ومقتنيات الرومي الشخصية كالقبعات المخروطية وسجادة صلاته، وملابسه، وآلات موسيقية قديمة كالناي المصنوعة من الخيزران. وتعود هذه التحف إلى أكثر من سبعة قرون مضت.
وولد مولانا جلال الدين الرومي في مدينة بلخ بخُراسان (أفغانستان حاليا)، في 30 أيلول/سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، واستقر في قونيا، حتى وفاته في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طالبا للعلم في مدن عدة، أهمها بغداد ودمشق.
ويعد “مولانا” مؤسس طريقة “المولوية”، وهو في نفس الوقت شاعر وفقيه متصوف، وكان الرومي مثالا عظيما للتسامح، متّبعا تعاليم الدين، وكان يحيطه أشخاص من ديانات وملل مختلفة، وضرب مثالا للتعايش معهم، وتقبل آراءهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه، يرى أن في كل الديانات خير.
وزاد الاهتمام في السنوات الأخيرة بمولانا جلال الدين الرومي، بعد رواية “قواعد العشق الأربعون” للكاتبة التركية “إليف شفق”، وترجمتها لأكثر من 30 لغة.
في هذه الرواية تسرد الكاتبة حكايتين متوازيتين، إحداها في الزمن المعاصر والثانية تجري أحداثها في القرن الثالث العشر، عندما واجه الرومي “مرشده الروحي”، المعروف باسم “شمس التبريزي”.
وترجم نتاج “الرومي” الفكري ونظرته للحياة والدين للكثير من لغات العالم ولاقت صدى واسعا جدا، بحيث وصفته قناة الـ “بي بي سي” سنة 2007 بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.
تجدر الإشارة أن هناك 198 متحفا تشرف عليها وزارة السياحة والثقافة التركية، وثمة 220 متحفا خاصا.