قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن هناك احتمالات بإعلان إسرائيل قريبا جبهة الشمال هي جبهة الحرب الرئيسية، ويتزامن ذلك مع توعد حزب الله إسرائيل بـ”قصاص عادل” في أعقاب إصابة نحو 3 آلاف بتفجير أجهزة اتصال البيجر في لبنان.
وبحسب القناة، فإنه ابتداء من الليلة سينتقل الثقل الأمني والعسكري من قطاع غزة إلى جبهة الشمال.
وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية عن مصدر أمني -لم تسمه لكنها وصفته بـ”المطلع”- قوله إن “التوترات مرتفعة جدا مع حزب الله وباتت على حافة الهاوية، وربما يجلس جميع المواطنين الإسرائيليين قريبا في الملاجئ”.
يأتي ذلك في أعقاب تفجيرات أجهزة اتصال (بيجر) في لبنان أسفرت وفق وزير الصحة اللبنانية فراس الأبيض عن مقتل 9 أشخاص -بينهم طفلة- وإصابة 2750، منهم 200 بحالة حرجة، وذلك في حصيلة غير نهائية، بحسب بيان للوزارة، في حين اتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء التفجيرات وتوعدها بـ”قصاص عادل”.
ووفق مصدر صحيفة “إسرائيل اليوم”، فإنه “تجري في الساعات الأخيرة مشاورات أمنية محمومة، مع وجود احتمال حقيقي لشن حرب ضد حزب الله”.
واعتبر المصدر ذاته أن “الحرب (الإسرائيلية) في غزة قد استُنفدت، ويتوجه الجيش حاليا لحملة في الشمال”.
وأوضح أن “(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو فهم أنه إذا لم يبدأ حملة ضد حزب الله الآن فإن الحرب قد تنتهي بخسارة إسرائيلية، ولهذا السبب بدأ (نتنياهو) باتخاذ كافة الإجراءات التي ستؤدي إلى بدء هذه الحملة، بما في ذلك التغلب على موقف وزير الدفاع (يوآف) غالانت”.
وقال المصدر إن “السعي لاستبدال وزير الدفاع الذي امتنع حتى الآن عن العمل ضد حزب الله يهدف إلى التوضيح لغالانت أنه إذا لم يصطف (مع نتنياهو) فسيجد نفسه خارجا”.
مقدمة لاجتياح جنوب لبنان
وفي الشأن نفسه، توقع خبيران عسكريان تحدثا للجزيرة أن يكون استهداف إسرائيل أجهزة الاتصالات في لبنان مقدمة لاجتياح جنوب لبنان.
فمن ناحيته، يرى الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي أن هذا التفجير يدل بوضوح على عزم إسرائيل اجتياح جنوب لبنان، لأنه استهدف عنصر الاتصال الذي يمثل ركنا أساسيا من أركان الحرب.
وقال الفلاحي إن قطع الاتصال بين منظومة القيادة والسيطرة قد يؤدي إلى تأخر الكثير من القرارات التي تتطلب السرعة، مشيرا إلى أن الحادث “أمني بامتياز”، خصوصا أنه استهدف منظومة اتصالات حزب الله المنفصلة تماما عن بقية مؤسسات الدولة اللبنانية.
والرأي نفسه ذهب إليه الخبير العسكري العميد إلياس حنا، إذ قال إن توقيت التفجير وطريقة تنفيذه ينقلان الحرب إلى مرحلة جديدة، لأن التفجير يختلف تماما عن الهجمات التي قتلت القيادي العسكري فؤاد شكر أو غيره من القادة الذين قضوا في حوادث كانت تستهدفهم بشكل محدد.
وبرأي حنا، فإن هذا التفجير يزرع حالة من الفوضى داخل منظومة القيادة والسيطرة التابعة للحزب، ولا سيما أنه تزامن مع تحضيرات يجريها نتنياهو للتصعيد في لبنان.
المصدر : الجزيرة + وكالات