قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن الوزراء المعنيين في بلاده سيواصلون العمل مع نظرائهم البريطانيين، من أجل توقيع اتفاقية تجارة حرة بين البلدين عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده يلدريم، مساء السبت، مع نظيرته البريطانية تيريزا ماي، بالعاصمة أنقرة.
وأوضح يلدريم أن الجانبين قررا العمل بشأن كيفية تطوير العلاقات التركية البريطانية بشكل منفصل عن الاتحاد الأوروبي، وأن تطبيق ذلك سيتزامن مع خروج بريطانيا من الاتحاد.
ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أن إدارتي الطيران المدني التركية والبريطانية ستجريان خلال العام الحالي تدريبات مشتركة لسلامة المطارات وضبط الإرهابيين (المحتملين) بين المسافرين.
وفيما يتعلق بأنشطة عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية في بريطانيا، أكد يلدريم أنه أبلّغ نظيرته البريطانية عن أنشطة منظمة “غولن” في بلادها.
وأضاف يلدريم أنه طلب من “ماي” القيام بما يلزم ووفقًا للقانون ضد امتدادات المنظمة الإرهابية في بلادها.
وحول الأزمة القبرصية، أكد يلدريم أنه يجب حل المسألة القبرصية بشكل عادل ودائم يلبي تطلعات القبارصة.
وأضاف في هذا الإطار: “تركيا وبريطانيا ستكونان ممتنتين لذلك كونهما من الدول الضامنة للحل”.
وأشار إلى أنه بحث مع “ماي” قضايا أخرى على رأسها الأمن والاقتصاد فضلاً عن العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها.
وشدد على أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين “تتمتع بأرضية قوية”.
ولفت في هذا الصدد إلى أن شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية وقعت مع شركة “بي أي إيه سيستمز” للصناعات الجوية والدفاعية البريطانية، اتفاقا لتطوير مشروع الطائرات المقاتلة التركية.
ولفت إلى أن الشركتين ستعملان على مشروع تطوير طراز جديد من الطائرات الحربية، وأنهما ستبذلان جهودًا من أجل تعزيز القدرات وتبادل المعلومات في هذا الإطار.
وأشار رئيس الوزراء التركي، إلى أن نظيرته “ماي” أعربت عن دعم بلاده لتركيا.
وأوضح أن الدعم الأول الذي صدر عن بريطانيا كان وقت تعرض تركيا لمحاولة انقلاب فاشلة منتصف يوليو/ تموز الماضي، حيث أكدت الحكومة البريطانية وسفارتها في تركيا، آنذاك، عن تضامنهما مع تركيا.
وقال إنه بحث مع “ماي” مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أنهما توافقا على ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب بالمنطقة خصوصًا في العراق وسوريا.
وأضاف يلدريم أن بلاده تواجه منظمات إرهابية، على رأسها “داعش” و”بي كا كا” و”ي ب ك” و”د هـ ك ب- ج”، مؤكدًا عدم اختلاف تلك المنظمات عن بعضها بغض النظر عن مسمياتها.
وحول أزمة اللاجئين، دعا يلدريم المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لإيجاد حلول للأزمات التي تشهدها المنطقة وتقاسم أعباء اللاجئين مع بلاده.
وقال يلدريم: “ننتظر من المجتمع الدولي ومن أصدقائنا، ألا يألوا جهدا في التخفيف من الأعباء التي تتحملها تركيا، فنحن نقدر تقديرهم للجهود التي نبذلها، لكن هذا غير كاف، عليهم أن يشاركونا في تحمل الأعباء”.
وأشار إلى أنَّ بلاده استقبلت ملايين اللاجئين، وأنفقت عليهم 26 مليار دولار، في حين أن المساعدات الدولية كانت حولي 70 مليون دولار فقط.
وقال يلدريم: “سواء أتت المساعدات أم لم تأتِ سنواصل مدّ يد العون (للاجئين) حتى تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وحول نتائج عملية “درع الفرات”، لفت رئيس الوزراء التركي إلى أن العملية ساهمت في عودة ما بين 40 إلى 45 ألف شخص إلى مناطقهم، بعد استعادة حوالي ألفي كيلو متر مربع من تنظيم داعش الإرهابي شمالي سوريا.
وفي رده على سؤال حول عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقامة جدار على حدود بلاده مع المكسيك، أكد يلدريم أنَّ مشكلة اللاجئين لا يمكن لها أن تحل ببناء جدار، قائلا: “جدار برلين بقي صامدا على مدى سنوات، وفي يوم ما هُدم تماما. لماذا؟، لأنه لا يمكن مجابهة التغيير بل مواكبته”.