تواجه الأقلية التركية في منطقة تراقيا الغربية تحديات كبيرة في مجال التعليم؛ بسبب استمرار الدولة اليونانية في انتهاك حقوق أبنائها رغم الضمانات المقدمة في إطار معاهدة “لوزان للسلام”.
وتستعد السلطات اليونانية لإغلاق 4 مدارس ابتدائية أخرى للأقلية التركية في تراقيا الغربية خلال العام الدراسي الجديد، بدعوى نقص عدد الطلاب فيها ووجود مشاكل اقتصادية.
ورغم الأحكام الواضحة لمعاهدة لوزان، أغلقت الحكومة اليونانية 9 مدارس في العام الدراسي 2023-2024، بقرار اتخذته في 19 يوليو/تموز 2023.
وتعد تراقيا الغربية في اليونان موطنا لأقلية مسلمة تركية يبلغ تعدادها نحو 150 ألف نسمة، وعادة ما تواجه سياسات التمييز؛ لأن السلطات تعتبرها أقلية دينية وليست عرقية.
وقال رئيس اتحاد المعلمين الأتراك في تراقيا الغربية، أيدن أحمد، إن الحكومة اليونانية تواصل سياسة إغلاق مدارس الأقلية بحجة أن عدد الطلاب يقل عن 9 سنويا.
وأشار أحمد في حديث للأناضول إلى أن السلطات اليونانية ستغلق 4 مدارس ابتدائية أخرى في مدينتي رودوب وإيسكجه خلال العام الدراسي الجديد (2024 – 2025).
وكشف أن عدد المدارس الابتدائية التركية في المنطقة كان 231 عام 1995 لكنه تراجع إلى 86 مدرسة بسبب هذه القرارات.
وشدد على أن الدولة اليونانية تتخذ قرارات بشأن تعليم الأقلية دون استشارتها، كما أنها لم تلتزم بالتعهدات التي قدمتها بشأن إعادة فتح المدارس المغلقة إذا تجاوز عدد الطلاب 9 في غضون عامين.
وتطرق إلى تحديات أخرى مثل عدم قدرة المعلمين الأتراك من أبناء تراقيا الغربية الذين تخرجوا من كليات التربية في جامعات تركيا على العمل في مدارس الأقلية بالمنطقة، وعدم وجود رياض أطفال مزدوجة اللغة للأقلية في اليونان.
ووقّعت معاهدة لوزان يوم 24 يوليو/ تموز 1923 في سويسرا، بين ممثلي المجلس الوطني الكبير (البرلمان) التركي من جهة، وممثلين عن بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا وبلغاريا والبرتغال وبلجيكا ويوغوسلافيا من جهة أخرى.
ونصّت بنود المعاهدة على استقلال تركيا وتحديد حدودها وحماية الأقليات المسيحية اليونانية الأرثوذكسية فيها، مقابل حماية الأقليات المسلمة في اليونان، كما نصت على استقلالية التعليم بالنسبة للأقلية التركية في تراقيا الغربية.