أظهر تقرير لجهاز الاستخبارات الفيدرالي السويسري، قيام تنظيم “بي كي كي” الإرهابي سرا بجمع الأموال، والدعاية، وإقامة معسكرات تدريب في سويسرا ودول أوروبية أخرى.
التقرير الذي حمل عنوان “أمن سويسرا 2024″، ونُشر مؤخرا على موقع جهاز الاستخبارات، يؤكد استمرار التنظيم في أنشطته بقارة أوروبا، ويشير إلى أن البعثات والمؤسسات التركية مثل المساجد وأبناء الجاليات التركية من بين الأهداف المحتملة للتنظيم.
وذكر التقرير أن التنظيم يقوم بأنشطة الدعاية لاستقطاب الشباب، وتجنيدهم للقتال “ضد الجيش التركي” في المستقبل.
وأشار إلى أن ما يسمى بالجمعيات الثقافية الموالية للتنظيم تحاول جذب “اللاجئين الأكراد” الوافدين حديثا واستغلالهم لتحقيق مآربه.
التقرير أكد على “تعاون التنظيم مع أعضاء الجماعات اليسارية المتطرفة المؤيدة للعنف”، وأعرب عن توقعاته في أن تستمر أنشطة التنظيم السرية في أوروبا.
– تدهور الوضع الأمني لسويسرا
وشدد التقرير على أن الوضع الأمني في سويسرا يتدهور كل عام، مضيفا: “نشهد فترة خطيرة ومتقلبة بسبب انتقال علاقات القوى العالمية إلى نظام جديد، ومن غير الواضح إلى متى سيستمر ذلك”.
وأكد أن “بيئة شديدة الاستقطاب قد ظهرت في أوروبا ومحيطها، مع أزمات متعددة ومتزامنة فضلا عن الصراعات المسلحة”.
وأضاف: “سويسرا أقل أمانا بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات”.
وذكر التقرير أن الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير/ شباط 2022، تحولت إلى “حرب استنزاف لا يبدو لها نهاية في الأفق”.
وأشار إلى تصميم روسيا على مواصلة الحرب، و”أضحى من الصعب سياسيا بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا تقديم المساعدات الحيوية التي تحتاجها أوكرانيا، مما يعني أن الوقت يعمل الآن لصالح روسيا”.
– الوضع في الشرق الأوسط
وأشار التقرير إلى أن الأحداث في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تسببت في “موجات صدمة” كبيرة للشرق الأوسط.
وأضاف: “إسرائيل التي كثفت من هجماتها ضد حزب الله في لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تتحدى إيران واستراتيجيتها الإقليمية”.
وتواصل إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتشن حربا واسعة على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
كما تنفذ إسرائيل غارات جوية دموية على اليمن وسوريا، وتتبادل ضربات جوية مع إيران من حين لآخر، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة.
– التجسس الروسي أكبر تهديد
وأكد التقرير أن “أكبر تهديد تجسسي على سويسرا في الوقت الحالي يأتي من أجهزة المخابرات الروسية”، مشيرا إلى أن “التهديد من أجهزة المخابرات الصينية مرتفع أيضا”.
ولفت إلى أن العديد من أجهزة المخابرات تحتفظ بقواعد سرية في سويسرا، وأنها تعمل بشكل عام في البعثات الدبلوماسية.
وأشار إلى أن “التهديد الإرهابي في سويسرا لا يزال مرتفعا وسيصبح أكثر وضوحا خلال العام الجاري”.
وشدد التقرير على أن الجماعات اليمينية المتطرفة واليسارية المؤيدة للعنف، واصلت أنشطتها كالمعتاد، وأن التهديد الذي تشكله هذه الجماعات لا يزال عند مستوى عال.