انطلقت، اليوم الأحد، أعمال المؤتمر الوزاري السادس لمجموعة “قلب آسيا – عملية إسطنبول” في الهند، بحضور الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ومشاركة وفود رفيعة المستوى من 40 دولة.
وجاء المؤتمر بعد تصاعد التوتر في العلاقات بين الهند وجارتها باكستان، وارتفاع عدد الضحايا في المناطق الحدودية، وسط تكهنات بعقد الطرفين مباحثات سرية، على هامش المؤتمر، بغية كسر الجمود في العلاقات بينهما.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف انديا” الهندية، عن الرئيس “غني” قوله خلال افتتاح المؤتمر، إن بلاده “تحث باكستان على تقديم الدعم المالي، الذي تعهدت به لأفغانستان وهي 500 مليون دولار، بغية إنعاش المشاريع التنموية، نظرًا أن البلاد بحاجة ماسة لدعم كبير في حربها ضد الإرهاب”.
وأضاف “يجب أن نواجه موجة الإرهاب الجديدة والعنف السياسي اللذين يلقيان بظلالهما على المنطقة”.
وتطرق الرئيس الأفغاني إلى عدة قضايا، من بينها “اتخاذ إجراءات صارمة ضد شبكة المتاجرة بالمخدرات والبشر، والشبكات الإرهابية في باكستان”.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الهندي، خلال كلمته الافتتاحية، إلى “القضاء على الشبكات الإرهابية”، معتبراً إياها “تعرض المنطقة بالكامل للخطر، وتنشر الرعب في قلوب مواطنينا”.
ونقلت “شبكة تليفزيون نيودلهي” عن مودي قوله “دعم أصوات السلام في أفغانستان ليس كافيًا، لابد من تعزيزه بإجراء حاسم”.
وأضاف مودي أن “الصمت والتقاعس عن مواجهة الإرهاب في أفغانستان ومنطقتنا لا يؤديان سوى إلى تشجيع الإرهابيين وأسيادهم”.
وذكرت الشبكة ذاتها أن “مودي” و”غني” عقدا مباحثات ثنائية، ركزت على عدد من القضايا من بينها “تعزيز التجارة والاستثمار والعمليات الهندية لإعادة بناء أفغانستان التي طحنتها الصراعات وسبل تعزيز الشراكة الدفاعية والأمنية”.
ويرأس الجلسة الرئيسية للمؤتمر كل من “مودي” و”غني” بحضور بعض كبار مسؤولي البلدين، منهم وكيل وزارة الخارجية الهندية ايس جاى شانكار، ونائب وزير خارجية أفغانستان حكمت خليل كرزاي.
ويشارك في المؤتمر المنعقد بمدينة “أمريتسار” في ولاية البنجاب شمالي الهند، مستشار رئيس الوزراء الباكستاني سرتاج عزيز، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وعدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء في المجموعة والدول والمنظمات الدولية الداعمة لها.
ويبحث المؤتمر قضايا تعزيز الترابط بين أفغانستان والدول المجاورة ودول آسيا الوسطى، وتعزيز التجارة وسبل إرساء السلام والاستقرار في أفغانستان.
كما يناقش المؤتمر “سبل تقديم المساعدات السياسية والأمنية والاقتصادية لأفغانستان، وتعزيز التعاون والتشاور والتنسيق بين دول المجموعة لمكافحة الإرهاب وتطوير التعاون بين دول المنطقة”.
وتعيش أفغانستان منذ نحو 15 عامًا، على وقع اضطرابات أمنية، نتيجة الصراع المسلح بين القوات الحكومية وحركة طالبان، فيما يشنّ تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية في البلاد، بغية مواجهة مسلحي الحركة.
ومنذ مطلع العام الجاري (2016)، عقد مسؤولون أفغان وباكستانيون وأمريكيون 5 اجتماعات، في كابول وإسلام آباد، بهدف تفعيل محادثات السلام مع طالبان، التي رفضت المشاركة في هذه الاجتماعات.
وعقد المؤتمر، الذي تأسس بمبادرة من أفغانستان وتركيا، بهدف دفع الجهود من أجل تحقيق تعاون وترابط إقليميين بغية تعزيز السلام والاستقرار، وكذلك التقدم والتنمية في أفغانستان والمنطقة على المدى الطويل.
وتعد كل من تركيا، وأفغانستان، وباكستان، والصين، وروسيا، والهند، وإيران، وأذربيجان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، والسعودية، والإمارات الدول الأعضاء الـ 14 في مؤتمر (قلب آسيا- عملية اسطنبول)، في حين تعد الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان، وألمانيا، والدنمارك، ومصر، والعراق وأخرى، من الدول الداعمة.
وتشهد العلاقات الباكستانية الهندية توتراً، من وقت لآخر، على خلفية النزاع القائم بينهما بسبب إقليم “كشمير”.
وتطلق الهند على الجزء الخاضع لسيطرتها من الإقليم اسم “جامو وكشمير”، وهو ذو أغلبية مسلمة، ومتنازع عليه بين إسلام آباد، ونيودلهي.
ويخضع الإقليم ذو الأغلبية المسلمة لسيطرة كل من الهند وباكستان، وتدعي كل دولة أن لها الحق في ملكية الإقليم بأكمله.
ويشهد الجزء الخاضع لسيطرة الهند، وجود جماعات مقاومة تحارب ضد سيطرة الهند منذ العام 1989.
وبدأ النزاع على الإقليم بين باكستان والهند منذ نيلهما الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، حيث نشبت 3 حروب، أعوام 1948، 1965، و1971، أسفرت عن مقتل قرابة 70 ألف شخصٍ من كلا الطرفين.
ومنذ عام 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، فضلًا عن اغتصاب أكثر من 10 آلاف امرأة، في ظل حكم السلطات الهندية، بحسب الجهات المناوئة لنيودلهي.