أكد تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية، الأربعاء، أن تركيا “شريك محوري ودولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأنه من المصلحة الاستراتيجية للاتحاد تطوير علاقة قائمة على التعاون والمنفعة المتبادلة مع الجانب التركي.
وأعلن التقرير، الصادر ضمن حزمة التوسع لعام 2024، المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أوليفر فارهيلي، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل.
وبدأ تقرير المفوضية الأوروبية بالتأكيد على أهمية تركيا بالنسبة إلى الاتحاد باعتبارها “شريك محوري ودولة مرشحة للانضمام”.
ولفت التقرير إلى أنه من المصلحة الإستراتيجية للاتحاد الأوروبي أن يطور علاقة قائمة على التعاون والمنفعة المتبادلة مع تركيا.
وأشاد بالجهود الاستثنائية التي تبذلها تركيا من باستضافتها 3.6 ملايين طالب لجوء من سوريا وبلدان أخرى.
وأكد أن النشاط الاستثماري في تركيا زاد بشكل ملحوظ في عام 2023 وأن السلطات اتخذت خطوات في مجال الرقمنة والتحول الأخضر للاقتصاد.
وذكر التقرير أن الانتخابات المحلية التركية التي أجريت في مارس/ آذار 2024 كانت “منظمة بشكل جيد وتم فيها احترام إرادة الشعب”.
وأوضح أن المناطق الحدودية لتركيا تواجه خطرًا أمنيًا بسبب هجمات تنظيم “بي كي كي” المدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي أيضًا.
وأشار إلى أن تركيا لا تزال تواجه تهديدات من تنظيمات إرهابية متعددة، وكانت أولويتها هي القضاء على تنظيمات “بي كي كي” و”داعش” و”غولن” داخل أراضيها.
وتابع: “تتمتع تركيا بتشريعات لمكافحة الإرهاب وكيانات مؤسسية قوية من أجل التغلب على التهديدات الإرهابية”.
وأردف: “تعتبر تركيا جهة فاعلة نشطة وهامة في مجال السياسة الخارجية، وهذا يمثل عاملا مهما في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا”.
من ناحية أخرى، ذكر التقرير أن هناك اختلافات في مواقف وسياسات الاتحاد الأوروبي وتركيا تجاه روسيا وحركة حماس الفلسطينية.
وأكد أن تركيا تهدف إلى تسهيل المحادثات وخفض التوترات وتحقيق وقف إطلاق النار في الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
كما أشاد التقرير بنجاح تركيا في ضمان التوصل إلى اتفاق الحبوب (منتصف 2022) من خلال اتباع مبادرة دبلوماسية لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية.
ولفت إلى أن العلاقات التركية الإسرائيلية تدهورت بشكل ملحوظ منذ بدء الهجمات على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضح أن تركيا أنهت علاقاتها التجارية مع إسرائيل في مايو/ أيار 2024 (ردا على الإبادة الجماعية التي تركبها في غزة).
وبيّن التقرير أنه على الرغم من أن تركيا والاتحاد الأوروبي يتبعان سياسات مختلفة فيما يتعلق بحركة حماس، إلا أنهما يمتلكان نهجا مشتركا بشأن “تنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى حل الدولتين ووقف إطلاق النار”.
وأشار إلى انضمام تركيا للدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية لارتكابها إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن تركيا تحافظ على مكانتها باعتبارها لاعب مؤثر في المنطقة من خلال تقديم مساعدات إنسانية كبيرة للفلسطينيين.
وذكر التقرير أن تركيا تواصل لعب دور مهم ونشط والدفاع عن الاستقرار في ليبيا.
كما لفت إلى أن تركيا تعزز بشكل متزايد وجودها في آسيا الوسطى، وتولي أهمية لتطوير العلاقات والتعاون مع بلدان المنطقة.
وفيما يتعلق بعلاقات تركيا مع القارة الإفريقية، أكد التقرير أن تركيا عززت وجودها في القارة أيضا، واتخذت موقفا “متوازنا” بين أطراف الصراعات في الصومال والسودان، وتبنت دور الوساطة.
وأشار أيضا إلى تحسن العلاقات بين تركيا واليونان منذ عام 2023.
وحول قضية قبرص، ذكر التقرير أن تركيا تستمر في موقفها الرافض للاعتراف بالشطر الرومي (الجنوبي) للجزيرة.
وشدد التقرير على أهمية التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.