أخــبـار مـحـلـيـة

جودة في القمة..جبل أرجياس وجهة صيفية لمربي النحل بتركيا (تقرير)

 

خلال فصل الصيف، تتحول سفوح جبل أرجياس بولاية قيصري وسط تركيا إلى وجهة لأكثر من 30 مربيا للنحل، بفضل غطائها النباتي الغني والمتنوّع.

ويفضل مربو النحل الراغبون في إنتاج عسل طبيعي وعالي الجودة خلال فصل الصيف، التوجه إلى سفوح جبل أرجياس، خاصة المناطق التي ترتفع أكثر من ألف متر عن سطح البحر.

وبعد انتهاء الصيف وانخفاض درجات الحرارة في المنطقة، يتوجه مربو النحل المتنقلون إلى مناطق مثل مرسين (جنوب) وموغلا (جنوب غرب)، حيث تكون درجات الحرارة أعلى مقارنة بمناطق وسط تركيا.

وقال حسن كنج (69 عاما)، أحد مربي النحل، إنه يأتي إلى المنطقة سنويًا من مدينته طرابزون، حيث تعيش أسرته المكونة من زوجته وثمانية أبناء وبنات.

** “مدين بصحتي للنحل”

وأضاف كنج في حديثه لمراسل الأناضول، إنه أحب منذ الطفولة تربية النحل، وهي مهنة والده، وأنه كان يمارسها إضافة إلى عمله في أحد المصانع بمدينة طرابزون.

وتابع: “كان عندي 300 خلية نحل، لكنني قلصت العدد بسبب تقدمي في العمر. لدي الآن 95 خلية فقط (..) سأواصل العمل ما دمت قادرا على ذلك جسديًا، لأنني مدين بصحتي للنحل”.

** جمال الطبيعة ينعكس بجودة العسل

أما أيهان كوكجك، (55 عامًا)، فقال إنه يمارس مهنة تربية النحل المتنقلة بشكل احترافي منذ 7 سنوات.

وأوضح كوكجك لمراسل الأناضول، أن جودة الطبيعة وتنوع الغطاء النباتي ينعكسان على نوعية العسل.

وتابع: “نحن الآن على سفوح أرجياس على ارتفاع 2100 متر عن سطح البحر. وهنا لا بد لي من الإشارة إلى أن ارتفاع منطقة أنزر (ولاية ريزة شمال شرقي تركيا)، إحدى أبرز مناطق إنتاج العسل في تركيا، هو أيضًا 2100 متر”.

وأردف: “نعلم أن هناك حوالي 300 نوع من النباتات المستوطنة في أرجياس، وهذا يعني أن المنطقة غنية بالنباتات البرية، خاصة نبتتي الجيجان والزعتر، اللتين تجعلان جودة العسل عالية جدا”.

وطالب كوكجك بالسماح ببيع العسل في أكشاك صغيرة على طول الطريق إلى أرجياس، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأنشطة تساهم في دعم مربي النحل، خاصة المتنقلين الذين يأتون إلى المنطقة في موسم الصيف.

** مصدر دخل للأجيال القادمة

من جهته، قال حمدي أمره، البالغ من العمر 75 عامًا، إنه بفضل تربية الأغنام والنحل استطاع توفير الدخل اللازم لتعليم أبنائه، وإنه بدأ برعي أغنامه في سفوح أرجياس منذ صغره.

وأضاف لمراسل الأناضول، أنه استطاع في سفوح أرجياس تكوين صداقات مع مربي النحل الذين كانوا يأتون إلى المنطقة من موغلا، وبدأ مهنة تربية النحل بناءً على نصيحتهم.

وتابع: “بفضل تربية الأغنام والنحل، تمكنت من تنشئة أطفالي الثلاثة وتعليمهم، وبنيت منزلي، وذهبت إلى الحج. لدي 300 خلية نحل”.

وزاد: “في الصيف، أصعد إلى سفوح أرجياس، وخلال الشتاء أذهب إلى موغلا وطرسوس ومرسين وألانيا وأنطاليا (جنوب). العسل الذي نحصل عليه في أرجياس ينتجه النحل من نباتات الزعتر والجيجان”.

وأوضح أمره أنه حصل العام الماضي على 4 صفائح عسل من 300 خلية، وهذا العام حصل على 15 صفيحة (20 كلغ).

كما حصل أيضا على كميات من شمع العسل، مؤكدا “زبائننا راضون تماما عن طعم العسل وجودته”.




زر الذهاب إلى الأعلى