قالت وزيرة العدل في ولاية بادن فورتمبيرغ وعضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) ماريون غينتغيس، إن تقديم المساعدات لإعادة إعمار سوريا يجب أن يكون مشروطاً بتعاون الحكومة الجديدة في عمليات إعادة اللاجئين.
وأفادت غينتغيس في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أنه “عند تقديم دعم لعمليات إعادة الإعمار، يجب فرض شروط على الحكام الجدد”، مؤكدةً أن بعض المساعدات يجب أن تكون مرتبطة بتعاون الحكومة السورية وتهيئة الظروف المناسبة على الأرض لعودة اللاجئين.
وأوضحت أن عمليات الترحيل تتطلب حداً أدنى من الاستقرار في البلاد، لكنها شددت على ضرورة عدم وضع معايير مبالغ فيها. مضيفةً: “يجب تقييم ما إذا كان هناك خطر مستمر في سوريا، لكن الأسباب الرئيسية للجوء التي كانت تُطرح في السابق لم تعد قائمة”.
التزام الدول باستقبال مواطنيها
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، بدأت في ألمانيا مناقشات حول مصير نحو 975 ألف سوري يعيشون في البلاد، حيث وصل معظمهم بعد عام 2015، ومن بين هؤلاء، أكثر من 300 ألف يحملون صفة الحماية الفرعية، أي أنهم لم يُمنحوا اللجوء بسبب اضطهاد فردي، بل بسبب الحرب في وطنهم.
الوزيرة دعت الحكومة الجديدة في سوريا أن تسمح بعودة اللاجئين وألا تعارض ذلك كما تفعل بعض الدول الأخرى. وبالنسبة لها فإن “الدول لديها التزام قانوني دولي باستقبال مواطنيها، وأن اشتراط احترام هذا الالتزام قبل تقديم أي مساعدات هو أمر معقول ومبرر وليس طلباً تعجيزيا”.
الوضع المعيشي والإنساني في سوريا
ومنذ سقوط نظام الأسد، برزت دعوات في عموم أوروبا للبدء بإعادة السوريين إلى بلدهم، كما أن معظم دول الاتحاد الأوروبي جمدت عملية معالجة طلبات اللجوء المعلقة التي تقدم بها سوريون، وأخذت تراقب التطورات الحاصلة في المنطقة في ظل سيطرة قوى جديدة على سوريا.
وبحسب ما أعلنته مفوضية اللاجئين الأممية فإن 90 في المئة من الشعب السوري ما يزال بحاجة للمساعدات الإنسانية، كما يؤكد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بأن نصف المشافي في سوريا تقريباً لا تعمل بشكل كامل، كما أن هنالك شحاً في معظم المواد الأساسية التي يحتاجها الإنسان بشكل يومي، ناهيك عن انقطاع الكهرباء والماء بشكل مستمر مما يؤثر على حياة الناس ومعيشتهم.
وبحسب تقرير للبنك الدولي، فإن 96 في المئة من السوريين ما يزالون يعيشون على مبلغ يقل عن سبعة دولارات باليوم، وسط تزايد التضخم وفقدان الليرة السورية لجزء كبير من قيمتها.