وزير البيئة مراد كوروم يتحدث بتفاؤل: “نستطيع إعادة إسطنبول إلى وضعها الطبيعي في غضون بضع سنوات”

في ظل المخاوف المستمرة بشأن خطر الزلزال الكبير الذي قد يضرب مدينة إسطنبول في أي وقت، شهدت الأيام الأخيرة تصريحات هامة من المسؤولين في الحكومة التركية حول الاستعدادات لمواجهة هذه الكارثة المحتملة.
الانقسام بين المتشائمين والمتفائلين
الحديث عن الزلزال في تركيا شهد انقسامًا واضحًا بين “المتشائمين” الذين يرون أن الزلزال الكبير في إسطنبول بات مسألة وقت فقط، و”المتفائلين” الذين يعتقدون أن المدينة قد نجت من الخطر أو أنها ستكون قادرة على تجاوز الآثار بشكل أفضل مما يتوقعه البعض. بينما يظل النقاش محتدمًا، لا يمكن تجاهل أن الزلزال أصبح بالفعل مسألة بقاء وأمن للمدينة.
جلسة الحكومة: الاستعدادات تأتي أولًا
في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، كان الزلزال وتحضير إسطنبول لمواجهة تداعياته على رأس أولويات النقاش. وأكد وزير البيئة والتخطيط العمراني، مراد كوروم، أن هناك عملًا جادًا لتحضير المدينة لمواجهة الزلازل. وقال: “لقد عملنا على حلول بديلة. سنناقش تحضير إسطنبول لمواجهة الزلزال، بالإضافة إلى الإجراءات المتعلقة بالتحول الحضري. سيتم تحديث آليات الحملة التي تقدم الدعم المالي للمواطنين في إطار مشروع ‘نصفنا منا’.”
دعم مالي للمواطنين: تحديث الحوافز
تحت إطار حملة “نصفنا منا”، تقدم الدولة دعمًا ماليًا يصل إلى 1.5 مليون ليرة تركية لكل عائلة. يشمل هذا الدعم 100 ألف ليرة كإعانة للنقل، 700 ألف ليرة كمنحة، و700 ألف ليرة كقرض ميسر لمدة عامين. ومع ارتفاع تكلفة البناء، ستتم مراجعة هذه المبالغ وتحديثها لتناسب الواقع الحالي.
هل إسطنبول مستعدة؟
في حديثه، أكد وزير كوروم أن إسطنبول ليست مدينة لا يمكن إنقاذها. وأضاف: “إذا عملنا معًا بروح التعاون، يمكننا تقليل المخاطر في إسطنبول إلى الحد الأدنى واستعادة المدينة في غضون سنوات قليلة. نحن قادرون على تحقيق ذلك.”
من جهة أخرى، أكد كوروم أن الحكومة نجحت في مواجهة التحديات الكبيرة بعد الزلزال الذي وقع في 6 فبراير، والذي دمر 11 مدينة. وقال: “رغم ما قيل عن استحالة التعافي، نحن نثبت أنه بإمكاننا تحقيق النجاح. إذا آمنا بأنفسنا، سنتمكن من تجاوز هذه الأزمة أيضًا.”
العمل الجماعي: جوهر النجاح
أكد الوزير أن التحضير للزلزال قبل حدوثه يعد أكثر أهمية بكثير من التعامل مع الآثار بعد وقوعه. وأوضح قائلاً: “الاستعداد للزلزال مسبقًا أساسي. يجب أن نعمل جميعًا معًا لنحضر إسطنبول لهذا الحدث.”
كما تحدث كوروم عن التقييمات التي تمت بعد الزلزال الأخير في 23 أبريل، حيث تم فحص 15,013 مبنى في إسطنبول، وتم تحديد أن 12,398 منها خالية من الأضرار، بينما تضرر 1,025 مبنى بشكل بسيط. وقال: “حتى البنايات التي تعرضت لأضرار طفيفة سيتم إدراجها في حملة ‘نصفنا منا’ لتقديم الدعم اللازم.”
نظرة مستقبلية على مخزون المباني في إسطنبول
وعند سؤاله عن الوضع الحالي لمخزون المباني في إسطنبول، أشار كوروم إلى أن الحكومة تعمل على إصلاح المباني القديمة، وخاصة تلك التي تم بناؤها قبل عام 2000، وهو ما يشكل جزءًا من خطة التأهب الشاملة للمدينة.
وفي الختام، شدد كوروم على أن التعاون بين الحكومة والمجالس البلدية والمواطنين سيحسن الوضع بشكل كبير، ويمكننا تحضير إسطنبول لمواجهة أي خطر زلزالي قد يطرأ في المستقبل القريب.
مقالة للكاتب التركي عبدالقادر سيلفي